اختيار شريك الحياة المناسب اختيار شريك الحياة المناسب، من أهم الأهداف التي يسعى الجميع لتحقيقها، خصوصاً أنّ قضاء العمر مع شخصٍ غير مناسب، يعتبر أمراً كارثياً، يسبّب الكثير من المشكلات التي تبدأ ولا تنتهي، ومن هذا المنطلق، يجب على كل شخصٍ أن يعرف الصفات التي يجب أن تتوفّر في شريك حياته المستقبلي، وأن يكون موضوعياً في الاختيار كي لا يقع في مطبّ الندم، الذي لا يوصل إلا للانفصال والحياة التعيسة، فمسألة الحياة المشتركة، لا تتعلّق بشخصين فقط، وإنّما بأسرةٍ بأكملها، ابتداءً من الأهل، وانتهاءً بالأطفال.
أمرنا الدين الحنيف أن نتوخى حسن الاختيار عن اتخاذ خطوة الزواج، واختيار الشريك المناسب قدر الإمكان، فاختيار الشريك المناسب يعزّز الشعور بالرضا عن النفس، ويؤدّي إلى طريق السعادة وتكوين الأسرة المستقرّة والهادئة.
كيفية اختيار شريك الحياة المناسب - البحث عن الشريك الذي يتوافق مع شريكه من ناحية العقل، والأفكار، وتعتبر هذه من أهمّ النقاط لاستمرارية الحياة بالتفاهم، فالعقول المختلفة في الأصل، من الصعب أن تلتقي فكرياً فيما بعد، كما أنّ الأفكار المتضاربة تسبّب انهيار العلاقة مبكّراً، لذلك من الضروري جداً وجود التوافق العقلي عند اختيار الشريك المناسب.
- وجود التوافق في البيئات والثقافات، فاختلاف البيئات بشكلٍ كبير بين الشريكين، يسبب حدوث فجوة كبيرة بينهما، لذلك من الضروريّ جداً أن يكون الشريكيين من بيئات متقاربة في الثقافات والمستوى الاجتماعي، أي أن لا يكون هناك اختلاف كبير في الطبقات الاجتماعيّة.
- تقارب الانتماءات الدينية والمعتقدات، فالشخص المتديّن لا يمكن أن يتوافق بشكلٍ تام مع شخص غير متدين، أو لديه معتقدات بعيدة عن الالتزام الديني، خصوصاً من ناحية أداء العبادات، وطريقة اللباس.
- التركيز على التوافق العلمي والدراسي بين الشريكين، فالشخص الذي يتمتع بدرجات علمية متقدّمة، سيجد فجوةً في التعامل مع شخص لم يكمل تعليمه، لذلك من الضروري التركيز على التوافق العلمي.
- وجود التقارب العمري بين الشريكين، أي أن يكون سنّ كلٍ منهما مناسب للآخر، فالفرق الكبير في العمر يسبّب فجوة زمنية تشمل الأفكار والميول وحتى الشكل الخارجي، وهذا يؤدي لحدوث الكثير من المشاكل.
- طلب المشورة من الأشخاص الثقات، والأخذ برأيهم، خصوصاً أنّ الآخرين تكون لديهم نظرة حيادية.
- البحث عن الاحترام والأخلاق الحسنة والسمعة الطيبة، ومن ثم الحبّ، فالاحترام هو أساس جميع العلاقات الناجحة.
- عدم التركيز على المظهر الخارجيّ ونسبة الجمال بشكلٍ كبير، وكذلك عدم النظر إلى ما يملكه الشريك من أموال؛ لأنّ هذه الأشياء متغيّرة وليست ثابتة، وبناء الاختيار على وجودها يسبّب الوقوع في فخ الندم فيما بعد، بل يجب أن يكون اختيار الشريك مبنياً على نظرةٍ تكاملية لجميع الأشياء الأساسية في الحياة.